والأمر الرابع وهو الحالة المخصوصة التي بها يمتاز السيف عن المنشار مثلا.
ولا إشكال عندهم في جوهرية وذاتية القوة الصرفة ، والصورة الجسمية ، وفي انحفاظ المادة مهما تبدلت الصورة الجسمية فهي محفوظة بإحدى الصور على سبيل البدل ، وأما الصورة النوعية فهي محل الكلام فيما بينهم ، فالمشهور على جوهريتها ، وهناك قول بعرضيتها ، واختلفوا في تبدل الصورة الجسمية تبعا لتبدل الصورة النوعية ، فمنهم من ذهب إلى تبدل الصورة الجسمية لأنها متقومة ومتحصلة بالصورة النوعية ، فإذا صارت الصورة النوعية النباتية ، صورة نوعية خشبية ، تتبدل الصورة الجسمية ، كما إذا تبدلت الصورة النوعية للنخلة ، فأصبحت بعد القطع صورة نوعية خشبية ، ومنهم من ذهب إلى بقاء الصورة الجسمية محفوظة على حالها مهما تبدلت الصورة النوعية.
وأما الحالة المخصوصة التي يمتاز بها السيف مثلا ، فلا إشكال عندهم في كونها عرضا. هذه هي كلمات علماء الأصول تبعا للفلاسفة في هذا المقام.
وعلى ضوء ما تقدم نقول : أنه لا إشكال في أن عنوان الحديد منتزع من الجسم ومحمول عليه بلحاظ الأمر الثالث ، وهو الصورة النوعية («الحديدية») ، فالصورة النوعية نسبتها إلى عنوان الحديد نسبة المبدأ الاشتقاقي ، فهي مبدأ الاشتقاق لاسم الحديد ، وهنا يقال أن هذا المبدأ (الحديدية) حيث أنه ذاتي ، إذن بارتفاعه ترتفع الذات ، فلا يتأتى النزاع ، ليقال هل أن اسم الحديد ينطبق على الذات بعد الانقضاء أو لا ينطبق على الذات بعد الانقضاء.
ولكن ما المراد بهذه الذات التي ترتفع بارتفاع المبدأ والصورة النوعية؟. فهل المراد بها المركب الثلاثي من الهيولى ، والصورة الجسمية والصورة النوعية؟. فإن أرادوا بالذات هذا المركب الثلاثي الذي هو نوع