وحينئذ يقال ، بأن جريان النزاع في اسم مقتل إنما هو بلحاظ أحد مدلوليه ، وهو الذات المكانية مع النسبة المكانية ، لا بلحاظ المدلول الآخر وهو الذات الزمانية مع النسبة الزمانية ، فيبقى الإشكال في أسماء الزمان بلحاظ هذا المدلول على حاله.
وقد انقدح ، أن هنا خلطا بين مفهوم الظرفية وواقع الظرفية ، فلو كان اسم مقتل قد أخذ فيه مفهوم الظرفية بما هو مفهوم اسمي ، حينئذ أمكن تصوير مفهوم واحد يكون جامعا بين الظرف الزماني والظرف المكاني ، ولكن قد عرفت أن مفهوم الظرفية غير مأخوذ في مدلول المشتق ، وإنما المأخوذ واقع النسبة الظرفية ، يعني ـ ذات مع نسبة مع مبدأ ـ ، وأنت خبير بأن واقع النسبة بين المكان وذي المكان مغاير للنسبة بين الزمان وذي الزمان مغايرة ذاتية ، إذن فلا بدّ من افتراض مدلولين لاسم الزمان ، بلحاظ أحدهما يجري النزاع ، ولا يجري النزاع بلحاظ الآخر.
الوجه الثالث :
ما أفاده المحقق العراقي (١) (قده) وهو أن الزمان الذي ينقضي بانقضاء المبدأ إنما هو تلك اللحظة التي وقع فيها القتل ، وهذه اللحظة لا يعقل بقاؤها بعد انقضاء المبدأ ، ولكن هذه اللحظة باعتبار اتصالها مع اللحظات البعدية ، تكون موجودة بوجود وحداني امتدادي ، لأن الاتصال مساوق للوحدة ، وهذا الموجود الوحداني الطويل له بقاء بعد انقضاء المبدأ.
وقد أورد المحقق الأصفهاني (٢) على هذا الكلام ما مضمونه ، أن المتصف بالحدث حقيقة هو تلك اللحظة التي حصل فيها القتل لا هذا الواحد الاتصالي ، ونشبّه ذلك بالأجسام الخارجية ، فكما أن اللحظات واحدة بالاتصال ، كذلك اللوح الخشبي واحد بالاتصال ، فكما أنه إذا وقعت الجمرة
__________________
(١) بدائع الأفكار / الآملي : ج ١ ص ١٦١ ـ ١٦٢.
(٢) نهاية الدراية / ج ١ ص ٩٨ ـ ٩٩ ـ ١٠٠.