المقدمة الثانية
الكلام في هذه المقدمة يدور حول كلمة الحال ، حيث قيل في عنوان المسألة ، بأن المشتق هل هو موضوع لخصوص المتلبس بالحال أو للأعم ، فكأن الحال كلمة تدل على الزمان ، فتوهّم بأن المتلبّسي يقول بأن الزمان مأخوذ في مدلول المشتق ، ولكن المحققين المتأخرين أوضحوا أنّ هذا اشتباه فلا ينبغي أن يدّعى أنّ الزمان مأخوذ في مفهوم اسم الفاعل والمفعول ونحو ذلك من الأوصاف الاشتقاقية والأسماء الوصفية ، لوضوح أن حال هذا الإسم ، كحال سائر الأسماء الأخرى ، كأسماء الجوامد والمصادر ، التي لم يؤخذ في مفهومها الزمان ، فمفهوم الإنسان أو مفهوم العلم ، لم يؤخذ فيه الزمان ، وإنما هو موضوع لذات تلك الماهية التي تقع في الزمان ، وكذلك أيضا مدلول كلمة عالم ، لم يؤخذ فيه الزمان ،
وتوضيح ذلك أن مفاد كلمة عالم ، هو عبارة عن مفهوم تركيبي وهو «شيء له التلبس بالعلم». ومن الواضح أن الزمان غير مأخوذ في المفردات هذه الجملة ، لأن مفرداتها منها ما هو أسماء جوامد من قبيل «شيء» ، ومنها ما هو مصادر من قبيل ، «له التلبس والعلم» ، ومن المعلوم أن الزمان غير مأخوذ في أسماء الجوامد ولا في المصادر ، إذن الزمان غير مدلول عليه أصلا في جملة «شيء له التلبس بالعلم» ، ومدلول عالم ليس إلّا مدلول هذه الجملة بنحو اللّف والاندماج وليس الزمان مأخوذ فيه ، بل المشتق موضوع لشيء له