أما الجامع على ، الأعمي ، فتصويره لا يخلو من إشكال وتوضيح ذلك : أنه بناء على البساطة ، فتصوير الجامع غير معقول أصلا ، لانه بناء على هذا المبنى ، فإن مدلول كلمة «عالم» ليس هو الذات ، بل مدلولها نفس الحدث ، وهو العلم ، أخذ لا بشرط ، ومن الواضح أن هذا الحدث غير محفوظ في المنقضي عنه المبدأ ، فكيف يكون جامعا بين المتلبس والمنقضي عنه المبدأ؟. فبناء على البساطة يختص انطباق الجامع على خصوص المتلبس ، لأن الحدث يكون حينئذ متحدا مع الذات المتلبسة ، فيطبّق الجامع عليها ، وأما الذات المنقضي عنها المبدأ فلا اتحاد للحدث معها بوجه ، فلا يمكن انطباقه عليها ، وعلى هذا لا يمكن تصوير الجامع على الأعمي.
وأما بناء على التركيب وأخذ مفهوم الذات حيث يقال ، أن «عالم» عبارة عن ذات لها العلم ، لا عبارة عن نفس العلم ، ففي المقام قد يصوّر الجامع بعدة وجوه :
الوجه الأول :
أن يقال بأن الجامع هو الذات في أحد زمانين ، زمان التلبس ، أو زمان الانقضاء ، فإن لفظة «عالم» ، موضوعة للذات في أحد الزمانين ، أي للذات في الجامع بين زماني التلبس والانقضاء ، فتنطبق الذات على زيد في زمان التلبس كما تنطبق عليه في زمان الانقضاء ، وتصوير هذا الجامع وإن كان في نفسه معقولا ، لكنه كما ترى يشترط أخذ جامع الزمانين في مفهوم المشتق ، وقد تقدم أن الزمان غير مأخوذ في مفهوم المشتق ، فلا يصلح هذا للجامعية.
الوجه الثاني :
أن يقال ، بأن الجامع هو الذات التي يكون تلبسها بالمبدإ ، إما قبل الجري أو حين الجري لا بعد الجري ، فحينما نقول «زيد عالم» فإن كان له تلبس حين الجري ، إذن يكون مصداقا للجامع ، وإن كان له تلبس قبل الجري ، أيضا يكون مصداقا للجامع ، وإذا كان زيد غير متلبس قبل الجري.