وإن كانت حملية من قبيل «زيد عالم» ، فتارة نفرض أن الذات كانت منعدمة حين صدور هذه الجملة وأخرى نفرض أنها موجودة ، فإن كانت منعدمة ، فمن الواضح أن الجري يكون بلحاظ زمن وجود الذات لا زمن النطق ، لأن بلحاظ زمن النطق لا ذات أصلا ، وأما إن كانت الذات موجودة حين صدور هذه الجملة ، فحينئذ مقتضى أصالة الإطلاق هو كون الجري في زمان النطق ، ولكن لا نقول بأن الغالب في زمان النطق هو انقضاء المبدأ ، بل غالبا ما يكون زمان النطق مقارنا مع فعلية التلبس بالمبدإ ، وحينئذ فأين كثرة الاستعمال في المنقضي بناء على الأعم كما ذكر صاحب الكفاية ، فكلامه غير تام.
كما أن الإشكال المذكور على التبادر ، وهو احتمال أن يكون ناشئا من كثرة الاستعمال ، غير ضار في المقام ، لأن معنى حصول التبادر من كثرة الاستعمال ، هو أن العرف نقلوا المشتق من المعنى اللغوي الأعمي ، إلى خصوص المتلبس ، وهو معنى الوضع التعيّني ، وعمل الفقيه هو تشخيص الوضع العرفي لا الوضع اللغوي.
الوجه الثاني :
أن يقال بأن الأوصاف الاشتقاقية لو كانت موضوعة للأعم للزم انتفاء التضاد بين زيد وعالم ، إذ يصح أن يقال عن زيد أنه عالم باعتبار تلبسه بالعلم ، وفي نفس الوقت يصح أن يقال عنه أنه جاهل باعتباره كان متلبسا بالجهل ، ومعنى هذا أنه لا تضاد بين عالم وجاهل حيث وصف بهما شخص واحد في وقت واحد ، مع أن الأوصاف الاشتقاقية المأخوذة من المبادئ المتضادة من قبيل العلم والجهل ، متضادة ، فبهذا يتبين أن المشتق ليس موضوعا للأعم.
وهذا الاستدلال غير تام ، لأنه ، إن أريد بالاستدلال بالتضاد بين عالم وجاهل ، الاستدلال على التضاد بينهما بسبب التضاد بين العلم والجهل ، فهو