الذي انقضى عنه المبدأ ، هل يطلق عليه أنه عالم الآن أو لا؟. فإذا صح قولنا «زيد ليس بعالم الآن» فيتعين القول بالوضع لخصوص المتلبس ، وأمّا إذا كان الاستدلال على الوضع لخصوص المتلبس بجملة «زيد ليس بعالم بالعلم الموجود الآن» فقد يكون صحيحا ، لأن هذا ممّا يعترف به الأعمي ، لأنه لا يقول بأنه عالم بعلم فعلي الآن ، بل يقول أنه كان عالما ، وبهذا اللحاظ يصح إطلاق لفظ العالم عليه الآن حقيقة ، فصحة قولنا «زيد ليس بعالم بعلم فعلي الآن» لا تضر الأعمي.
إلّا أن أصل هذا الاستدلال غير صحيح ، لأن صحة السلب ليس من علامات المجاز ، وقد مرّ بك أن صحة الحمل وصحة السلب من نتائج العلم بالمعنى الموضوع له اللفظ ، ولا تصلح دليلا على الوضع ، نعم هي صالحة للمنبهيّة على المعنى حين الغفلة عنه.
الوجه الرابع :
ما ذكره المحقق النائيني (١) (قده) وهذا الوجه مركب من أمرين.
الأمر الأول : هو دعوى قيام البرهان على بساطة المفاهيم الاشتقاقية ، وأن مفهوم «عالم وضارب» وغيرها هو نفس مفهوم المبدأ ، غايته أن المبدأ لوحظ في جانب المشتق لا بشرط ، وبذلك صحّ حمله على الذات ، بينما لوحظ حمله في المصادر بشرط لا ، ولهذا امتنع حمله على الذات ، فيقال بأن البرهان قائم على أن الأوصاف الاشتقاقية بسيطة ولا تختلف عن المصدر إلّا من حيث اللابشرطية والبشرطلائية.
الأمر الثاني : أنه بناء على بساطة المفهوم الاشتقاقي لا يعقل الوضع للأعم ، إذ لا يتصور جامع أعمي بناء على البساطة. وبهذين الأمرين يتبين أن المشتق موضوع لخصوص المتلبس.
__________________
(١) فوائد الأصول / الكاظمي : ج ١ ص ٦١ ـ ٦٢.