الوجه الثالث
وهذا الوجه أدق وأوجه من سابقيه ، وحاصله ، أنه إذا لاحظنا مصدرين مجردين ـ «ضرب وخروج» ـ نرى أن لكل منهما قابلا وفاعلا ، فالضرب له قابل وفاعل كما أن الخروج له قابل وفاعل ، وقد يتحد القابل والفاعل كما في الشخص الذي يضرب نفسه أو يخرج نفسه ، ففاعل الضرب والخروج هو عين قابل الضرب والخروج ، وقد يختلفان كما في الشخص الذي يضرب غيره أو يخرج غيره ، ففاعل الضرب شخص وقابله آخر ، وفاعل الخروج شخص وقابله آخر ، وحينئذ لو فرض أن النسبة الناقصة لم تكن مأخوذة أصلا في «ضرب ولا في خروج» ، ولا في غير ذلك من المصادر ، وأن كل مصدر يدل على ذات الحدث ، فينبغي أن يصح إضافة «ضرب» إلى كل ما يصح أن يضاف إليه الخروج ، ويصح إضافة الخروج إلى كل ما يصح أن يضاف إليه الضرب ، فمثلا تصح إضافة الضرب إلى فاعله فنقول «ضرب زيد لعمرو» فقد أضيف الضرب إلى فاعل الضرب لا إلى قابله ، ولكن لا يصح أن يضاف الخروج إلى فاعل الخروج أو الموت إلى فاعل الموت فيما إذا فرض أن إنسانا أوجد الخروج في غيره أو فعل الموت في غيره ، فلا يصح أن تقول «خروج زيد» بمعنى الخروج الذي فعله في غيره من قبيل أن تقول «ضرب زيد» ، يعني الضرب الذي فعله في غيره ، ولا يصح أن تقول «موت زيد» يعني الموت الذي فعله في غيره.