الدعوى السلبية
وهذه الدعوى استدل عليها في كلمات الدواني والنائيني بعدة وجوه.
الوجه الأول :
وهذا الوجه ذكره المحقق الدواني ، ومضمونه ، أنه لو فرض أن رأينا شبحا أبيضا فالمحسوس بالذات بحسب الحقيقة إنما هو نفس «البياض» لا الذات التي هي محط البياض ، لأن المدرك بالحس البصري إنما هو اللون والضوء ، وأمّا ما وراءهما فإنما يدرك بتوسطهما ، إذن فما ندركه حقيقة من الجدار الأبيض إنما هو «البياض» لا الذات التي لبست هذا البياض ، وحينئذ ، لو لم يقم برهان على عرضيّة هذا البياض وأنه يحتاج إلى ذات ، وكان يحتمل كونه قائما بذاته بدون حاجة إلى حائط من ورائه يتصف بالبياض ، ففي مثل هذه الحالة لا إشكال بأن العرف يصفه بأنه «أبيض» ، وهذا دليل على أن مفهوم «أبيض» لم تؤخذ فيه النسبة إذ لو كان مأخوذا فيه النسبة والذات مضافا إلى أخذ ذات الحدث ، إذن لما أمكن أن نصف هذا بأنه أبيض إلّا بعد أن يقوم برهان على أن هذا البياض عرض وله نسبة إلى موضوعه وأنه قائم بذات من ورائه ، إذن فنفس صحة توصيفه بأنه «أبيض» قبل أن تتبين جنبته العرضية فيه ، دليل على عدم أخذ النسبة وعدم أخذ الذات في مدلول أبيض.
وهذا البيان بلا موجب ، إذ يمكن توسيع هذا الاستدلال بأن يقال ، بأنه