أمّا أن الذات مأخوذة فيه دون النسبة ، فهذا لا محصّل له ، إذ لا ارتباط حينئذ بين مدلول الهيئة ومدلول المادة لأن مدلول المادة هو الحدث ، فإذا كان مدلول الهيئة هو الذات من دون أخذ نسبة مخصوصة بين الذات والحدث ، يلزم عدم وجود أي ارتباط بين الذات والحدث ، أي بين مدلول المادة ومدلول الهيئة هو خلاف الوحدان.
وأمّا أن الذات مأخوذة فيه مع النسبة فيلزم من ذلك تضمّن الكلمة لمعنى حرفي ، لأن النسبة معنى حرفي ، وتضمّن الكلمة لمعنى حرفي يوجب البناء في لغة العرب ، والحال أن الأوصاف الاشتقاقية غير مبنية في اللغة العربية فكيف يفترض أن تكون النسبة مأخوذة في مدلول الوصف الاشتقاقي.
وهذا الكلام غير صحيح إذ يمكن الاعتراض عليه :
أولا : لو فرض أن المأخوذ هو الذات مع النسبة فلا يلزم الإشكال في كون الوصف الاشتقاقي مبنيا بدعوى تضمنه لمعنى حرفي ، إذ قد تبين سابقا أن التضمن للمعنى الحرفي إنما يوجب البناء للاسم إذا كان بلحاظ المادة لا الهيئة ، وفي المقام التضمن إنما هو في هيئة المشتق لا مادته ، فما يقال من أن تضمن المعنى الحرفي يوجب بناء الإسم ، إنما هو في تضمنه بمادته من قبيل أسماء الإشارة والموصولات التي هي بمادتها متضمنة لمعنى حرفي ، وأمّا إذا كانت بهيئتها متضمنة لمعنى حرفي فلم يثبت أنه سبب للبناء في لغة العرب.
ثانيا : لو سلّم أن تضمن المعنى الحرفي ، سواء كان بلحاظ مدلول المادة أو كان بلحاظ مدلول الهيئة ، يكون موجبا للبناء ، لكن هذا لا ينطبق على محل الكلام ، لأنه في محل الكلام بناء على أخذ الذات والنسبة في مدلول هيئة المشتق ، يكون مفاد هيئة المشتق ، هو الحصة الخاصة من الذات ، يعني الذات التي لها العلم ، والحصة الخاصة بما هي حصة خاصة هي مفهوم اسمي قائم بنفسه وليس معنى حرفيا ، نعم بالتحليل تنحل الحصة الخاصة إلى مقيّد وقيد وتقيّد ، والتقيّد معنى حرفي ، وهذا غير تضمّن المعنى في نفسه للمعنى