التفسير الثالث للقول الثاني
وهذا التفسير ذكره صاحب الكفاية (١) كما هو ظاهر عبارته ، حيث ذكر أن المشتق عنوان بسيط منتزع عن الذات بلحاظ تلبسها بالمبدإ.
وتوضيح هذا التفسير هو أن مرجع «اللابشرطية» و «الشرطلائية» إلى المغايرة الذاتية في المفهوم ، فمفهوم المبدأ مغاير ذاتا مع مفهوم المشتق ، لا انحفاظ مفهوم وحداني فيهما ويكون الفرق باللحاظ والاعتبار ، كما هو الحال في التفسيرين السابقين ، بل يفرض أن مفهوم المصدر مباين سنخا وذاتا مع مفهوم المشتق ، وأن معنى أخذه لا بشرط ، أو أخذه بشرط لا ، هو انتفاء المفهوم الذي هو بطبعه وذاته «لا بشرط» ، أو الذي هو بطبعه وذاته «بشرط لا» ، وهذان المفهومان المتباينان أحدهما بطبعه وذاته لا يأبى عن الحمل وهو معنى اللّابشرطية والمفهوم الآخر هو بطبعه وذاته يأبى عن الحمل وهو معنى الشرطلائية فمفهوم المصدر هو الحدث الذي هو مدلول المادة ، وأما مدلول المشتق فهو عنوان انتزاعي بسيط منتزع عن الذات بلحاظ تلبسها بالمبدإ ، فتكون الذات منشأ لانتزاع هذا العنوان ، ويكون المبدأ مصحّحا لهذا الانتزاع ، فهو حيثية تعليلية للانتزاع من الذات ، وليس الحدث والذات والنسبة بينهما دخيلا في مدلول المشتق ، بل مدلوله عنوان بسيط منتزع عن هذا المركب
__________________
(١) حقائق الأصول / الحكيم : ج ١ ص ٩٦.