القول الرابع
وهذا القول هو المسمّى بالتركب ، أي بتركب المفهوم الاشتقاقي في مقابل القائلين بالبساطة ، ومفاد هذا القول أن مدلول هيئة المشتق هو النسبة مع الذات ، بمعنى أن «عالم» موضوع لشيء له العلم.
والكلام في هذا القول يقع في مقامين ، فتارة يتكلم في المدّعى ، دليلا وبرهانا على هذا القول ، وأخرى يتكلم في المدّعى ، برهانا على نقض وإبطال هذا القول.
المقام الأول :
وحاصل برهان أصحاب هذا القول هو ، أن مفهوم المشتق لا بد وأن يكون مغايرا لمفهوم المصدر ، ولا يعقل أن يكون مفهوم «عالم» هو عين مفهوم «علم» ، لأن «علم» لا يصح حمله على الذات ، وهو برهان المغايرة ، «وعالم» يصح حمله على الذات وهو برهان الاتحاد ، والمغاير غير المتحد ، فيستحيل أن يكون مفهوم «عالم» و «علم» شيئا واحدا ، وإلّا لاستحال أن يتصف تارة بصحة الحمل ، وأخرى بعدم صحته ، فإذن لا بدّ وأن يكون المصدر وهو «العلم» موضوعا لذات الحدث ، وذات الحدث مغاير وجودا مع زيد ، وهيئة المشتق موضوعة لشيء له الحدث ، والشيء الذي له الحدث هو