المقام الأول
دلالة الجملة الخبرية على الطلب وفيه مسلكان
المسلك الأول :
هو ما انعقد عليه مشهور المتأخرين ، كصاحب (١) الكفاية وغيره (٢) ، من أن الجملة الخبرية في كلا الموردين ، الإنشاء والإخبار ، هي مستعملة في المعنى الموضوع له ، وهو النسبة الصدورية (٣) ، فقولنا «يعيد» ، أيضا مستعمل في نفس المدلول التصوري المحفوظ في موارد الإخبار ، وحيث أن دلالة هذه الجملة على الطلب ، خلاف الطبع ، القاضي بدلالتها على الإخبار ، كان لا بدّ من بذل عناية ، فما لم تقم قرينة على هذه العناية ، تحمل الجملة على ما هو مقتضى الطبع ، وهو الإخبار ، والتصديق بالنسبة ، وإذا قامت هذه العناية ، تحمل على إفادة الطلب ، ولكن في كلتا الحالتين ، المدلول التصوري واحد ، وهو النسبة الصدورية ، وفي مقام تصوير كيفية إفادة الطلب بالعناية من هذه الجملة مع التحفظ على مدلولها التصوري وهو النسبة الصدورية ، يوجد عدة وجوه.
__________________
(١) المشكيني ـ ج ١ ص ١٠٤.
(٢) الإحكام في أصول الأحكام ج ٢ ص ١٣١ الآمدي.
(٣) المشكيني ج ١ ص ١٠٤.