النفس ، عالم نفس المكلّف فهما يتعلقان بمفهوم حاضر في أفق نفس المولى بما هو حاك عن الخارج ومرآة للخارج لا بما هو هو ، فالأمر والنهي يقعان على مفاهيم الوجود والعدم «إكرام ولا إكرام» ، مفاهيم الوجود والعدم بما هي مفاهيم مرآتية وحاكية عن الخارج.
فإذا اتضح أن أوامر المولى ونواهيه إنما تنصبّ على المفاهيم العنوانية على الصلاة العنوانية والإكرام العنواني يتضح أن الكلي الطبيعي كلي طبيعي همداني في عالم عقد القضايا والمرايا ، فكلامه صحيح ، لو كان ناظرا إلى عالم أفق نفس المولى وعالم المفاهيم المرآتية ، وحيث أن هذه المفاهيم حاكية عن الوجود الخارجي ، فإذا وجد بإزائها شيء «ما» في الخارج ، إذن فهذا المفهوم موجود وإذا لم يوجد شيء «ما» في الخارج ، فهو معدوم لا محالة. ولا ربط لمطلبنا بهذا النزاع أصلا ، فإنهم تكلموا كحكماء فلاسفة ناظرين إلى عالم الخارج ، يريدون تحديد شخصية الكلي الطبيعي ، أهو عددي ، أو ليس بعددي ، ولم يكن نظرهم إلى الوجود العنواني المرآتي في أفق نفس المولى الحاكي عن عالم عقد القضايا ، وجعل الأمر والنهي في أفق نفس المولى. فالصحيح أن هذا المطلب الذي قلنا به لا محيص عنه.