للاستقراء ، وما يفيدنا في هذا البحث هو أن هذا الوجدان لا إشكال في ثبوته ، وبه يثبت هذا البرهان.
وأما الاحتمالات الثلاثة الأخرى ، فالقدر الجامع لها ، هو التسليم بفاعلية المولى والعبد ، فكل من المولى والعبد له نصيب من الفاعلية ، ولكن تصوير نصيب كل منهما له ثلاثة أنحاء ، ولهذا كانت هناك ثلاث احتمالات.
الاحتمال الثالث :
هو أن يقال ، بأنّ كلا من المولى والعبد ، له نصيب من الفاعلية ، ولكن بمعنى أن الفعل له فاعلان طوليان ، فاعل أول ، وفاعل للفاعل ، فهما فاعلان في رتبتين ، وليسا في رتبة واحدة ، فالفاعل الأول ، هو عبارة عن قدرة الإنسان وتمام قوى أفعاله التي بها استطاع أن يتحرك ويصلي ، والفاعل الآخر الذي هو أسبق رتبة ، هو خالق هذه القوى ، باعتبار أن هذه القوى ، حدوثا وبقاء مخلوقة ومعطاة آناً فآنا ، من قبل الباري سبحانه ، ففي عملية الصلاة يوجد بالفعل عطاءان.
العطاء الأول هو من قبل قوى الإنسان قدرته وعضلاته وسلطانه التي تعطي الصلاة.
والعطاء الثاني ، هو إعطاء نفس القوى من قبل المولى تعالى ، فهذان فاعلان طوليان ، وهذا الاحتمال هو أحد الوجوه التي فسّر بها الأمر بين الأمرين.
الاحتمال الرابع :
هو أن يقال ، بأن الفاعل المباشر للأفعال ، هو المولى تعالى ، فهو الذي يفعل الصلاة وسائر ما يصدر من الإنسان ، لكن الإرادة ومبادئها في الإنسان مقدمات إعدادية لصدور الفعل من المولى.
فالفرق بين هذا الاحتمال ، وبين مذهب الأشاعرة ، هو أن الفعل على