الجهة الأولى
هل يمكن أن تنشأ الإرادة ، من مصلحة في نفس الإرادة ، أو لا يمكن ذلك؟
الصحيح هو أن ما أفاده المحقق العراقي ، من عدم معقولية ذلك ، هو الصحيح ، بمعنى أن الإرادة والشوق والحب يكون تعلقيا وتبعيا ، فلا ينشأ من ملاكات في نفسه ، وإنما ينشأ من ملاكات في متعلقاته ، وليس الوجه في ذلك هو البرهان الذي ذكره المحقق العراقي ، وهو أنه يلزم من تعلق الإرادة بالفعل مع عدم الفرق بين الفعل والترك ، ترجيح أحد المتساويين بلا مرجح ، ليس هذا هو البرهان ، لأن هذا البرهان جوابه واضح ، وهو أن المرجّح موجود ، وغاية الأمر أن المرجّح قائم بنفس الإرادة ، لا بالمراد ، فلو استشكل مستشكل على هذا المكلف ، بأنه لما ذا أردت الإقامة بدلا عن إرادة ترك الإقامة ، مع أن كلا من الإقامة وتركها بالنسبة إليك على حد واحد وهذا منك ترجيح بلا مرجح؟. لأجاب ، بأن المرجح موجود ، وهو مرجّح ، لوجود الإرادة على عدمها ، لا لوجود الإقامة ، على عدمها.
إذن فلا بدّ قبل الوصول إلى كلام المحقق ، أن يدّعى بنحو المصادرة وجدانا ، بأنّ وجود المرجّح في نفس الإرادة ، غير كاف في الترجيح ، هذه مصادرة تدّعى وجدانا لا برهانا ، بمعنى أن عالم التكوين ، بني بهذا النحو ، على أن يطلب كل معلول ، من علته التي أعدّت له ، فمثلا يطلب الإحراق من