على الأمر ، إذ لا عصيان خارجا إذا لم يكن أمر ، وحينئذ ، إذا أخذ عصيان الأهم بوجوده الخارجي ، أمكن القول : إنّ المهم في طول العصيان الخارجي للأهم ، والعصيان الخارجي للأهم في طول الأمر بالأهم.
ولكن إذا أخذ «العزم» على عصيان الأمر بالأهم ، أو عدم «العزم» على امتثاله ، فهذا واضح ، لأنّ عدم «العزم» ملائم مع عدم وجوده ، وأمّا «العزم» على عصيانه فإنّه أيضا كذلك ، إذ إنّ عزم إنسان على عصيان أمر إنّما هو فرع ثبوت الأمر في أفق عزمه في عالم نفسه على العصيان ، لا فرع ثبوت الأمر خارجا ، إذ كلّ متجرّ هو عازم على عصيان مولاه ، فالعزم إنّما يتحقق من المتجرّين ، وهو في طول ثبوت الأمر بوجوده العنواني ، لا الحقيقي ، إذن فلا طوليّة حينئذ بينهما.
إذن فينبغي أن يقال بالتفصيل بين العزم على العصيان ونفس العصيان.
ولكن الوجدان شاهد على خلاف ذلك ، إذ إنّ كل مطلب يقتضي التفصيل فهو بنفسه كاشف وجداني عن بطلان المسلك الذي يقتضي هذا التفصيل ، لأنّ نفس الوجدان القاضي بإمكان الترتب ، هو نفسه قاض بعدم الفرق فيه بين الشرطين : بين أن يؤخذ في موضوع الأمر بالمهم ترك الأهم وعصيانه ، أو «العزم» على تركه ، إذن فهو كاشف إنّيّ عن قصور هذا المسلك ، وإنّما الفذلكة الحقيقية لإمكان الترتب هي ما ذكرناه.
* ٦ ـ الجهة السادسة : في تحقيق المقدمات الخمس التي أفادها المحقق النائيني (١) «قده» لإثبات إمكان الأمر بالضدين على نحو الترتب. وهذه المقدمات وإن كانت لا تخلو من مؤاخذات ومناقشات في بعض خصوصياتها ونكاتها ، إلّا أنّ جوهر وروح إمكان الترتب ، وإبطال شبهات المحيلين له ، إنّما كانت بفضل توضيحات وتحقيقات هذا المحقق العظيم
__________________
(١) فوائد الأصول : الكاظمي ج ١ ص ١٩٨.