مقدمة الواجب
تحقيق عنوان المسألة
والموضوع فيها هو المقدمة الوجودية ، لا المقدمة الوجوبية وبتعبير آخر : المراد بها مقدمات وجود الواجب أي : ما يتوقف إيجاد الواجب على إيجاده. إذ المقدمة على قسمين : أحدهما : المقدمة الوجودية ، وثانيهما : المقدمة الوجوبية ، وهذان القسمان يختلفان بحسب عالم الجعل وعالم الملاك معا.
أمّا بحسب عالم الجعل : فالوجوبية تؤخذ مفروضة الوجود في مقام جعل الحكم ، ويكون الوجوب منوطا بها.
وأمّا المقدمة الوجودية فهي ليست دخيلة في اتصاف الفعل بكونه ذا ملاك ومصلحة ، فيكون الوجوب مطلقا من ناحيتها ، وغير منوط بها ، ولا هي مأخوذة مفروضة الوجود في مقام جعله.
وأمّا بحسب عالم الملاك : فالمقدمة الوجوبية يكون وجودها كفيلا باتصاف الفعل ، كونه ذا مصلحة فيما إذا كانت اختيارية ومقدورة للمكلف ، ومن هنا أخذ وجودها قيدا وشرطا للوجوب ، ومن ثمّ لا يتوهم ترشح الوجوب عليها.
والخلاصة : إنّ المقدمة الوجوبية دخيلة في احتياج الإنسان إلى هذا الفعل ، بينما المقدمة الوجودية دخيلة في ترتّب المصلحة خارجا.