«بالنهار» فعلا ، هو مستحيل بالاستحالة الوقوعية ، ، لأن وقوعه فعلا يساوق أن يجتمع الزمانان «النهار والليل معا» وهو خلف ، لأن المقيّد بالزمان التأخر إذا فرض وقوعه الآن ، فإذا كان يقع بلا قيده ، فهو خلف كونه مقيدا بالزمان المتأخر ، وإن كان يقع مع قيده ، فيلزم التناقض في المقام. وأمّا الصلاة المقيّدة بالوضوء ، فلا تمكن ، بل يمتنع أن توجد عند الزوال ، لأن علتها لم توجد ، وإن كانت علتها ممكنة ، فهي إذن ممتنعة بالغير ، فهي إذن غير مستحيلة استحالة وقوعية كالممتنع بالغير.
و (المحقق الأصفهاني) بعد أن ذكر هذا الكلام ، نقض (١) عليه في حاشية حاشيته ، حيث ذكر أن هذا الكلام هو مجرد كلام ، وذلك لأن الوضوء ، وإن كان ممكنا على خط الزمان ، ولكنه ليس ممكنا في الآن ، بينما كلامنا في الآن لا على خط الزمان ، والوضوء باعتباره فعلا تدريجيا ، تترتب أجزاؤه بعضها على بعض ، فيستحيل أن يقع في آن ، لأنّ هذا خلف (٢) كونه فعلا تدريجيا. إذن فوقوعه في آن مستحيل استحالة وقوعية ، بمعنى أنه لا يوجد علّة توجد الفعل التدريجي في آن واحد ، لأنه تناقض ، فاستحالة وقوع الوضوء في آن واحد يستحيل استحالة وقوعية ، إذن فوجود الصلاة كذلك يكون مستحيلا استحالة وقوعية ، إذن فالانبعاث في الآن الأول مستحيل استحالة وقوعية ، فالباعثية أيضا مستحيلة استحالة وقوعية ، وبهذا يعود الإشكال طردا.
فخلاصة مقصود الأصفهاني من كون المحرّك محركا بالإمكان ، هو : الإمكان الوقوعي ، في مقابل الاستحالة الوقوعية.
وقد عرفت ، أنّ مناط الإمكان الوقوعي ، هو كون علة الشيء ممكنة ، سواء أكانت علته موجودة خارجا ، أو معدومة.
__________________
(١) نهاية الدراية : الأصفهاني ج ١ ص ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ـ ٣١١ ـ ٣١٢ ـ ٣١٣.
(٢) كونه خلف تصرّم الزمان ، لا ينافي وقوع الوضوء في آن ، إذ الآن هو من أجزاء الزمان ، وإلّا لزم منه وقوع الوضوء خارج الزمان ، وهو كما ترى من البطلان ، بينما التصرم هو انقضاء آنات الزمان (المقرّر).