تعلق الأمر بالطبيعة أو الأفراد
وتحقيق ذلك هو : إنّه لا بدّ من توضيح مقدمة بين يدي البحث ، حاصلها :
إنّ الأعراض على خمسة أقسام :
١ ـ القسم الأول ، الأعراض الذهنية : وهي التي يكون معروضها لا محالة ذهنيا ، لأنّ العرض الذهني لا يعرض إلّا على الذهن ، ويمثّلون لها بالمعقولات الثانوية في منطق الحكمة كالنوعيّة ، والفصليّة ، والجنسية ، ويطلق على هذا القسم ، العوارض الذهنية ، وظرف العروض فيها هو الذهن ، لأنّ المعروض هو صورة الكلّي في الذهن بما هو موجود فيه ، فالمعروض ذهني ، فالإنسان الذهني يتّصف بأنّه نوع لا الإنسان الخارجي.
٢ ـ القسم الثاني ، هو الأعراض الخارجية : وهي عكس الأول تماما ، وهي ما يكون عروضها والاتصاف بها كلاهما في الخارج ، من قبيل الحرارة بالنسبة إلى النار ، فإنّ ظرف العروض هو الخارج ، وظرف الاتصاف بها هو الخارج ، إذ الحرارة تعرض للنار في العالم الخارجي على النار الخارجية ، دون أن يكون لها وجود في الذهن ، ووصفها بأنّها حارة ، إنما هو بلحاظ النار الخارجية ، لا النار الذهنيّة.
٣ ـ القسم الثالث : وهو يختلف عن كلا القسمين ، وهو من قبيل ، الإمكان والامتناع ، والضرورة ، والاستلزامات ، كما في استلزام العلة للمعلول ونحو ذلك.