خطابات الصلاة التي مفادها : أنّ الصلاة لا تسقط بحال. فإنّ مثل هذه الألسنة ناظرة الى الطوارئ والأحوال.
ومثل هذا الإطلاق في هذه الألسنة لا بأس باستفادة الأهميّة منه مهما زاحمته واجبات أخرى.
غايته أنّه لا يثبت به إلّا جامع الصلاة الأعم من الصلاة الاختيارية ، والجلوسيّة ، والخوف ، وغيرها من الصلوات الاضطرارية ، فإنّها أهم من غيرها ممّا لم يرد فيه مثل ما ورد فيها ، ومعنى كونها أهم ، هو أنّه لا يرفع اليد عنها بحال ما وذلك لاستظهار اهتمام المولى ، بملاكاتها فيستظهر منه كونها أهم قطعا ، ولا أقل من كونها أهم احتمالا ، وبالتالي فهو يرجع إلى استظهار الفقيه.
٥ ـ الطريق الخامس لإثبات الأهمية هو : أن يكون أحد الواجبين المتزاحمين ، ذا نكتة إلزامية مركوزة في الذهن العرفي ، بحيث أنّها تنسبق إلى الذهن من نفس الخطاب ، وتطبعه بطابعها ، ممّا يوجب انعقاد ظهور عرفي إلزامي للخطاب في هذه النكتة ، فتكون نكتة الحكم مدلولا التزاميا للخطاب ، تحدّد ملاكه وتشخّص فيه الأهم من الواجبين ، فيقدّم ذو النكتة على فاقدها كما ورد في خطاب وجوب حفظ النفس المحترمة ، وفي خطاب حرمة الغصب ، فيما إذا وقع بينهما التزاحم ، فإنّه حينئذ لا إشكال في تقديم خطاب حفظ النفس المحترمة باعتبار أنه أهم ملاكا ، ولو أدّى ذلك إلى التصرف ، وإتلاف شيء من مال الغير دون إذنه إذ لا إشكال عرفا وعقلائيا في ان ملاك حفظ مال الغير ، وعدم التصرف فيه من دون إذنه ، هو من شئون احترام الغير وتبعاته ، ولكن رغم هذا ، فإنه لا يعقل أن يكون مزاحما مع حفظ أصل وجود الغير.
والخلاصة هي : إنّ هذا الارتكاز العرفي لدليلي الحكمين المتزاحمين ، يطبع دليل وجوب حفظ النفس المحترمة بظهور عرفي في أهميّة ملاكه ، ومن ثمّ انحفاظ إطلاقه لحال الاشتغال بغصب مال الغير ، ممّا