استدراك له علاقة بالمطلب المتقدم
ذكرنا في المطلب المتقدم أمرين عن المخصصات المتصلة.
١ ـ الأمر الأول : هو أنّ هذه المخصصات ، عند ما تتعقّب العام ، لا نشعر بوجود مئونة زائدة ، كما إذا قال : «أكرم كلّ فقير» ثم قال : «ولا تكرم فسّاق الفقراء».
٢ ـ الأمر الثاني : هو أنّه بناء على الأمر الأول ، فإنه ينطبق في موارد المخصصات المتصلة ، الجواب الأول من محاولات الأجوبة الثلاثة ، لأنه لو طبّقنا المحاولة والجواب الثالث ، لكان معناه ، وجود عناية المجاز.
وإن طبّقنا محاولة الجواب الثاني ، لكان معناه ، عدم التطابق بين مرحلة الثبوت ومرحلة الإثبات ، وعليه ، فيتعين الجواب الأول.
والأمر الأول من هذين الأمرين ، صحيح ، وأمّا الأمر الثاني ، فقد اعترض عليه ، بأنه مناف مع ما ذكرناه في بحث التعادل والتراجيح ، وهذا صحيح.
والصحيح هو ما قلناه سابقا في بحث التعادل والتراجيح ، يعني ما يقال من أنّ الجواب الأول منطبق على المخصصات المتصلة ، وأنّ أداة العموم موضوعة لاستيعاب تمام أفراد المدخول المتحصّل من مجموع الكلام ، والذي لم يخصّص بمتصل ، فإنّ هذا غير صحيح ، فإنّ أداة العموم لا يصح أن يقال فيها بأنها موضوعة لاستيعاب تمام أفراد المدخول ، غير ما خرج