استصحاب العدم الأزلي ، وقد سجّل هذا الكلام في رسالة له في اللباس المشكوك ، ثم أفرد هذا الكلام في رسالة له في استصحاب العدم الأزلي خاصة.
وقد اختلف كلامه في الموضعين ، حيث انّه ، تارة يقول باستصحاب العدم الأزلي ، وأخرى ينكره في الموضع الثاني ببيان لا يخلو من دقة حيث يقول :
قد يقال : بأنّ قرشيّة المرأة باعتبارها من عوارض المرأة ، فهي متأخرة رتبة عن المرأة تأخر العارض عن معروضه ، أو باعتبار أنّ نقيض كل شيء هو في رتبة ذلك الشيء ، لأنه يحل محله ، فإذا كانت قرشيّة المرأة في طول المرأة ، إذن فنقيض القرشيّة ، أي عدمها هو ، أيضا في نفس المرتبة ، فنقيض القرشية هو العدم الواقع في مرتبة ما بعد المرأة.
وحينئذ ، من الواضح ، إنّ هذه المرأة المشكوكة القرشيّة يتعذّر إجراء الاستصحاب فيها ، لأنه إن أريد استصحاب العدم الذي هو في طول المرأة ، أو العدم الأزلي الذي هو قبلها ، فإنّ الثاني ليس نقيضا للقرشيّة ، لأنّ نقيض كل شيء في رتبته ، وهذا العدم ليس في رتبة القرشيّة ، وإن أريد استصحاب العدم الأول ، الذي هو في رتبة القرشية ، فمتى فرغنا من امرأة غير قرشية ، لنجري استصحاب عدم قرشيّتها.
وهذا البيان : وإن كان لا يفي بمقصوده ، ولكنّه يمهد لذلك ، لأنّ هذا البيان ينتج انّ استصحاب العدم الأزلي لا يجري مطلقا.
بينما هو بصدد التفصيل ، وهذه الطرحة بهذا المقدار صحيحة من دون اعتبار التفصيل ، لأنّه (قده) يقول : بأنّ كل شيئين بينهما نسبة من حيث الرتبة في الخارج فقد يكون أحدهما متأخر رتبة عن الآخر «كقرشية المرأة» مع المرأة ، وقد يكون أحدهما في عرض الآخر كقرشيتها مع بياضها ، هذا في عالم الخارج.