لنفس شيئا ، وأن كل امرئ بما كسب رهين. ثم بين من يتعظ ويتذكر. فقال سبحانه (إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى) أي تطهر من أوضار الأوزار (فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ).
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) (١٩)
(وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) مثل للكافر والمؤمن.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ) (٢٠)
(وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ) مثل للحق والباطل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ) (٢١)
(وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) مثل للثواب والعقاب و (الْحَرُورُ) الريح الحارة بالليل ، وقد تكون بالنهار.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٢٢)
(وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ) تمثيل آخر للمؤمنين والكافرين أي : ما يستوي أحياء القلوب بالإيمان بالله ورسوله ومعرفة تنزيله ، وأموات القلوب. لغلبة الكفر عليها حتى صارت لا تعقل عن الله أمره ونهيه ، ولا تعرف الهدى من الضلال (إِنَّ اللهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ) أي يوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته (وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) أي : كما لا يقدر أن يسمع من في القبور كتاب الله ، فيهديهم به إلى سبيل الرشاد ، فكذلك لا يقدر أن ينتفع بمواعظ الله وبيان حججه ، من كان ميت القلب عن معرفة الله وفهم كتابه وواضح حججه. وهذا ترشيح لتمثيل المصرّين على الكفر بالأموات ، وإشباع في إقناطه عليه الصلاة والسلام ، من إيمانهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ) (٢٣)