وبين التجلّي الثابت للعالم العارف ـ بون بعيد. ومراتب الخشية لا تحصى بحسب مراتب العلم والعرفان. انتهى.
ويذكر بعض المفّسرين هنا القراءة الشاذة. رفع الاسم الجليل ونصب العلماء. ويتأوّلون الخشية بالتعظيم استعارة. وربما استشهدوا بقوله :
أهابك إجلالا وما بك قدرة |
|
عليّ ولكن ملء عين حبيبها |
وقد طعن في (النشر) في هذه القراءة. والحق له. لمنافاتها للسياق والسباق. وما أغنى المنقحين عن تسويد الصحف بمثل هذه الشواذ! وبالله التوفيق.
(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) أي غالب على كل شيء بعظمته ، غفور لمن تاب وأناب وعمل صالحا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) (٢٩)
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) أي يداومون على تلاوته وتدبره ، للأخذ بما فيه (وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) أي أجرا وفضلا لا يفنى ، والتجارة استعارة لتحصيل الثواب بالطاعة. والبوار بمعنى الكساد والهلاك ترشيح للاستعارة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٣٠)
(لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) أي لأعمالهم. والشكر مجاز عن الإثابة والجزاء بالإحسان.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللهَ بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (٣٢)