القول في تأويل قوله تعالى :
(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (٣٣)
(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) أي جاء بدليل التوحيد وآمن به فلم يعتد بشبهة تقابله ، يعني النبيّ صلىاللهعليهوسلم ومن تبعه (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) أي الموصوفون بالتقوى التي هي أجل الرغائب. ولذا كان جزاؤهم أن يقيهم الله ما يكرهون ، كما قال سبحانه :
القول في تأويل قوله تعالى :
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤) لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٣٥) أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٦) وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) (٣٧)
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ) أي الذين أحسنوا أعمالهم وأصلحوها (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) أي نبيّه صلىاللهعليهوسلم أن يعصمه من كل سوء ، ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) يعني الأوثان التي عبدوها من دونه تعالى. وهذه تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عما قالت له قريش : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا ، ويصيبك مضرتها لعيبك إياها. كما قال قوم هود (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ) [هود : ٥٤] ، (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) أي من غفل عن كفايته تعالى وعصمته له عليه الصلاة والسلام. وخوفه بما لا ينفع ولا يضر أصلا : (فَما لَهُ مِنْ هادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ) أي يصرفه عن مقصده ، أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه. إذ لا راد لفضله ولا معقب لحكمه (أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ) أي ينتقم من أعدائه لأوليائه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) (٣٨)