القول في تأويل قوله تعالى :
(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) (١٨)
(أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ) أي أرسلوا معي بني إسرائيل ، لأسير بهم إلى بلادنا الأولى. وأطلقوهم من أسركم وحبسكم. فإنهم قوم أحرار ، أبوا ، للضيم. هذه الديار (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) أي على وحيه ورسالته ، التي حملنيها إليكم. لأنذركم بأسه إن عصيتم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (١٩)
(وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ) أي بإنكار ربوبيته ، ودعوى الربوبية لأنفسكم ، وتكذيب رسوله وغضب عباده (إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) أي حجة واضحة على ربوبية الله ، ونفي ربوبيتكم. وعلى رسالتي. وعلى أن بني إسرائيل عباده الخاصة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) (٢٠)
(وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ) أي اعتصمت به من رجمكم. يعني القتل ، فعصمني ، فلا ينالني منكم مكروه ، مع أنه لا يعصم من افترى عليه ، وقصد بهذه الجملة. إظهار مزيد شجاعته وثباته في موقف تضطرب فيه الأفئدة ، وتزلّ الأقدام ، خوفا ورعبا. وما ذاك إلا لإيوائه إلى عصمة الله وتأييده.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) (٢١)
(وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) أي فكونوا بمعزل عني. فلست بموال منكم أحدا.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) (٢٢)
(فَدَعا رَبَّهُ) أي لما تابوا عن إجابته (أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) أي مشركون مفسدون.