القول في تأويل قوله تعالى :
(فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) (٢٣)
(فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً) أي فأجاب دعاءه ، وأوحى إليه بأن سر بقومك ليلا (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي إن فرعون وقومه من القبط متبعوكم. إذا شخصتم عن بلدهم وأرضهم ليرجعوكم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (٢٥)
(وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) أي فإذا قطعت البحر أنت وأصحابك ، فاتركه ساكنا على حاله التي كان عليها حين دخلته ، ولا تضربه بعصاك ليدخله القبط فيغرقوا (إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ كَمْ تَرَكُوا) أي بعد هلاكهم بالغرق (مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) أي بساتين وعيون يسقى منها ويتنعم بالنظر فيها ، هذا في التفكه والتنزه.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) (٢٦)
(وَزُرُوعٍ) أي قائمة مزارعهم للقوت (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) أي محافل مزينة ومنازل مزخرفة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ) (٢٧)
(وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ) أي متنعمين من نساء وأموال وحشم ، وما لا يحصى من المشتهيات.
القول في تأويل قوله تعالى :
(كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) (٢٨)
(كَذلِكَ) أي أخرجناهم مثل هذا الإخراج. فالكاف ، أو الجار والمجرور صفة مصدر مفهوم من الترك. أو هو خبر محذوف. أي الأمر كذلك. والمراد به التأكيد والتقرير (وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) يعني من خلفهم بعد مهلكهم.