القول في تأويل قوله تعالى :
(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) (٢٩)
(فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) قال الزمخشري : إذا مات رجل خطير ، قالت العرب في تعظيم مهلكه : بكت عليه السماء والأرض وبكته الريح وأظلمت له الشمس. قال جرير :
تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
وقالت الخارجية :
أيا شجر الخابور ما لك مورقا |
|
كأنك لم تجزع على ابن طريف |
وذلك على سبيل التمثيل والتخييل. مبالغة في وجوب الجزع والبكاء عليه ، وكذلك ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنه من بكاء مصلّى المؤمن وآثاره في الأرض ، ومصاعد عمله ومهابط رزقه في السماء : تمثيل. ونفي ذلك عنهم في قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) فيه تهكم بهم وبحالهم. المنافية لحال من يعظم فقده ، فيقال فيه : بكت عليه السماء والأرض ، وعن الحسن : فما بكى عليهم الملائكة والمؤمنون ، بل كانوا بهلاكهم مسرورين. يعني : فما بكى عليهم أهل السماء وأهل الأرض (وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) أي مؤخّرين بالعقوبة. بل عوجلوا بها ، زيادة سخط عليهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) (٣٠)
(وَلَقَدْ نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ) يعني استعباد فرعون وقتله أبناءهم.
القول في تأويل قوله تعالى :
(مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ) (٣١)
(مِنْ فِرْعَوْنَ) بدل من العذاب ، على حذف مضاف. أو جعله عذابا مبالغة لإفراطه في التعذيب. أو حال من (المهين) بمعنى واقعا من جهته (إِنَّهُ كانَ عالِياً) أي متكبرا على الناس (مِنَ الْمُسْرِفِينَ) أي المتجاوزين الحدّ ، في العتوّ والشرّ.