الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) [سورة الحجرات ، الآية : ٧] ، وقال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) [سورة الأعراف ، الآية : ٣٢].
واخرى : إلى الشيطان ، قال تعالى : (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة الأنعام ، الآية : ٤٣].
وثالثة : لم يسم فاعلها ـ كما في المقام ـ والوجه في ذلك أن الله تعالى خلق الدنيا وما عليها وسيلة إلى نيل الكمال والوصول إلى غاية حميدة ، وهي الدار الآخرة ، فكانت الدنيا متاعا ودار مقام ينزل إليها الإنسان في برهة من الزمن ، ليتزوّد منها إلى سفر آخر طويل ، فكلّما كان الزاد أحسن وأبقى ، كان العيش في الآخرة أهنأ وأحسن ، وقد خلق الله تعالى الدنيا زينة ليرغّب إليها الإنسان ، وتكون وسيلة للتزوّد منها ويتوسّل بها إلى الدخول في رضوان الله تعالى ، قال عزوجل : (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً* وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) [سورة الكهف ، الآية : ٧ ، ٨] وإلى ذلك يشير كلّ ما ورد من الآيات التي تنسب الزينة إليه تعالى.
وأما إذا جعل الإنسان الدنيا وما عليها من الزينة محط نظره ، واعتبرها أمرا مستقلا وجعلها هي الغاية من دون أن تكون وسيلة وذريعة إلى الدخول في رضوانه تعالى ، وأحبّها حتّى وصل بهم الأمر إلى أنهم جعلوا ما في الدنيا من الأموال والأولاد تغني عنهم ، فزيّنت لهم أعمالهم ، فكانت الدنيا وبالا عليهم ، فتكون الزينة مستندة إلى الشيطان أو إلى نفس الإنسان ، وإن كانت الدنيا مخلوقة لله تعالى ، وقد أذن للإنسان أن يتمتّع بها ، ليتمّ النظام ، ولكن لم يزين الدنيا لتلهّي الإنسان بها ويعرض عن ذكره عزوجل ، فإن الله تعالى أعزّ وأمنع من أن يدبر خلقه بما لا غاية له ، أو يوصل الإنسان إلى غاية فاسدة ، فالتعبير بالمجهول في (زين) للتنبيه على ما تقدّم كما سيأتي.
وتقدّم معنى الحبّ في آية ١٦٥ من سورة البقرة.
ومادة (شهوة) تأتي بمعنى نزوع النفس إلى ما تريده. وهي إما صادقة ، أي