كثير من اللاهوتيين يشكّون في صحّة النسبة ويرون أنها كتبت بعد عصر موسى عليهالسلام ، وإن كان القول بأن جميع تلك الأسفار ليست من الوحي لا يخلو من غلو وإفراط في القول ، فإن فيها ما يكون منسوبا إلى موسى عليهالسلام ، كما تشهد له الأدلة الكثيرة إلا أن المراد من التوراة في القرآن هي الحقيقيّة المنزلة على موسى عليهالسلام بوحي من الله تعالى ، كما تدلّ عليه الآيات الكثيرة ، قال تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَنُورٌ) [سورة المائدة ، الآية : ٤٤] ، وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في ما يقرب من ثمانية عشر موردا مقرونة بالتجليل والتعظيم.
واختلف الأدباء في اشتقاقها ، ونحن في غنى عن ذلك بعد كونها غير عربية الأصل.
والإنجيل كلمة يونانية ومعناها (الجلوان) ، أي ما يعطى لمن يبشّر بالشيء ، أو البشرى بالخلاص ، وتطلق عند المسيحيين على الأناجيل الأربعة ، وهي إنجيل لوقا ، وإنجيل مرقس ، وإنجيل متى ، وإنجيل يوحنا ، والعهد الجديد يطلق على هذه الأناجيل الأربعة المتكوّنة من سبعة وعشرين سفرا ، تتضمّن سيرة المسيح وتعاليمه وأعمال الرسل (الحواريين) ورؤيا يوحنا اللاهوتي ، وقد اختلفوا في تأريخ كتابتها.
ولكن الإنجيل في القرآن الكريم هو الكتاب المنزل من الله تعالى على عيسى عليهالسلام الموصوف بأنه كتاب واحد حقيقي مشتمل على النور والهداية ، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في ما يقرب من اثنى عشر موردا.
وقد اختلف العلماء في اشتقاق هذه الكلمة على وجوه ، ولكن كونها غير عربية الأصل يكفينا عن الخوض في ذكرها.
ويستفاد من مجموع الآيات التي وردت هذه الكلمة فيها أن الإنجيل كتاب واحد حقيقي وليس هو متعددا كما يدّعيه المسيحيون ، وأنه لم يؤمن من السقط والتحريف كالتوراة ، ويرشد إلى ذلك إفراد الاسم والتوصيف بأنه هدى للناس ، وسيأتي في الموضع المناسب تفصيل الكلام في ذلك إن شاء الله تعالى.