أقول : هذا كلّه من باب بيان بعض المصاديق.
وفي أسباب النزول وغيره : عن الضحاك عن ابن عباس : «نزلت الآية في عبادة بن الصامت الأنصاري وكان بدريّا نقيبا ، وكان له حلفاء من اليهود ، فلما خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم الأحزاب قال عبادة : يا نبي الله ، إن معي خمسمائة رجل من اليهود ، وقد رأيت أن يخرجوا معي فاستظهر بهم على العدو ، فأنزل الله لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء».
أقول : تقدّم أن هذا وأمثاله من باب بيان تعدّد المصاديق.
وفي تفسير العياشي : عن الصادق عليهالسلام قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لا إيمان لمن لا تقية له ، ويقول : قال الله : إلا أن تتقوا منهم تقاة».
أقول : بعد أن كانت التقية مقتضاة الحكمة الشرعيّة وتطابقت عليها قوانينها ، فتارك التقية يكون حينئذ ممّن لا دين له ، فالرواية الشريفة إرشاد إلى حكم عقلي.
وفي الكافي : عن الصادق عليهالسلام : «التقية ترس الله بينه وبين خلقه».
أقول : كما أن الترس «بالضم» يحفظ عن مفسدة هجوم الأعادي ، كذلك التقية تحفظ صاحبها عن الآفات والشرور.
وعن أبي جعفر الباقر عليهالسلام : «التقية في كلّ شيء يضطر إليه ابن آدم ، وقد أحلّ الله له».
أقول : هذه الرواية أيضا مطابقة للقواعد العقليّة ، والروايات في ذلك متواترة وكثيرة ، ولها شروط وأحكام مفصّلة ذكرناها في كتابنا [مهذب الأحكام].
وفي تفسير العياشي ومعاني الأخبار وغيرهما : عن الصادق عليهالسلام : «هل الدين إلّا الحبّ ، إن الله عزوجل يقول : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ)».
أقول : الروايات في أن الدين هو الحبّ كثيرة ، وأنها موافقة للقانون العقلي أيضا ، إذ من أحبّ شيئا تبعثه نفسه إلى متابعته وتزجره نفسه عن مخالفته.
وفي المعاني ـ أيضا ـ عن الصادق عليهالسلام قال : «ما أحبّ الله من عصاه ثم :