الطاهرين والذين آمنوا به.
ويمكن الاستيناس له أيضا بقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) ، فإن محبّة الله تعالى لمتابع النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآله تكون من مقتضيات الاصطفاء له أيضا ، وفي الحديث عنه صلىاللهعليهوآله في قوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنا وَتَقَبَّلْ دُعاءِ) [سورة إبراهيم ، الآية : ٤٠] ، «أنا دعوة أبي إبراهيم».
والآية المباركة ليست في مقام تعداد المصطفين واحدا بعد واحد والحصر فيهم ، فلا يضرّ عدم تعرّضها لاصطفاء نفس إبراهيم وموسى وغيرهما عليهمالسلام ، الذين ورد ذكرهم في غير موضع من القرآن الكريم ، الدال على سمو قدرهم وعلو شأنهم ، وقد ذكر سبحانه وتعالى في آية اخرى اصطفاء إبراهيم عليهالسلام قال تعالى : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة البقرة ، الآية : ١٣٠].
وأما موسى بن عمران وغيره عليهمالسلام ، فقد ورد ذكرهم في آيات اخرى قال تعالى : (يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي) [سورة الأعراف ، الآية : ١٤٤] ، وقال تعالى : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) [سورة الحج ، الآية : ٧٥].
وقد شرح سبحانه وتعالى هذه الآية في موضع آخر بما يرفع إجمالها ، فقال سبحانه عزّ شأنه في سياق كلامه في شأن إبراهيم عليهالسلام : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ* وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [سورة الأنعام ، الآية : ٨٤ ـ ٨٧].
مع أنه لو كانت الفروع والأغصان من المصطفين ، فأصل الشجرة تكون كذلك بالأولى.