بحوث المقام
بحث أدبي :
قوله تعالى : (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) ، نصب على الحال من الأسماء التي وردت من قبل بمعنى ذرّية في حال كونهم متناسبين ، وقيل : إنها نصبت على البدلية من الآلين. ولو استؤنفت فرفعت كان له وجه أيضا لبيان الأهمية.
و (من) في قوله تعالى : (بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) اتصالية.
والظرف (إذ) في قوله تعالى : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) ، قيل فيه وجوه ، فعن بعض أنه زائد ، وهو غلط.
وعن آخر أنه منصوب على الظرفيّة لما قبله ، ولكنه لا يناسب مجيئه بعنوان الصفة الدالّة على الثبوت الدائم المطلق.
وقيل : إنه منصوب بفعل مقدّر ، أي اذكر وهو بعيد عن السياق.
وقيل : انه ظرف لاصطفى المذكور في أول الآية المتقدّمة.
ويرد عليه أنه لا يصحّ أن يكون ظرفا لاصطفاء آدم ونوح.
والوجه أنه معمول لفعل مقدّر يدلّ عليه الكلام ، وهو استجابة لها إذ قالت.
و (محررا) في قوله تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) منصوب على الحالية من (ما).
وأنثى في قوله تعالى : (إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى) ، إما حال مؤكّد من الضمير ، أو بدل منه ، أو مفعول ثان لوضعت.
وإنما أتى عزوجل ب (ما) الموصولة في قوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ) دون (من) لأن الاولى يؤتى بها لما يحصل به ، فهي تلازم الجهالة غالبا.
و (نباتا) في قوله تعالى : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) ، إما اسم مصدر ، أو مفعول مطلق لأنبتها بدل عن مصدره.