الخامس عشر : يدلّ قوله تعالى : (مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ) ، على القاعدة المعروفة أن كلّ نبيّ لا بد أن يخبر عن نبيّ آخر سابق أو لا حق ويصدقه ، وهي من إحدى ركائز النبوّات الإلهيّة كما عرفت.
السادس عشر : يستفاد ممّا ورد في طلب زكريا الذرّية أن للكلام الصادر من الوالدين أثرا في تربية النطفة ، سواء كانت في الصلب أم في الرحم ، وهذا ليس ببعيد ، فإن للغذاء والتغذية أثرا كبيرا في التربية ، فلا بد وأن يكون للتكلّم والكلام أثر كذلك.
السابع عشر : لا يستفاد من قوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) المقدار الذي بلغ إليه زكريا من العمر ، ولكن ورد في موضع آخر في هذه القصة : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) [سورة مريم ، الآية : ٨] ، أنه عليهالسلام قد بلغ ما بلغ من العمر بحيث يبست عظامه من شدّة الكبر.
الثامن عشر : لا يدلّ قوله تعالى : (وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) على أن العقر عارض لأجل الكبر أو كان سابقا ، ولكن في سورة مريم حكاية عنه : (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) [سورة مريم ، الآية : ٨] ، وهو يدلّ على أنها كانت كذلك في مقتبل عمرها ، وهي مضافا إلى شيخوختها عاقرة أيضا.
التاسع عشر : يستفاد من ظاهر قوله تعالى : (قالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً) ، أن عدم التكلّم كان تحت اختياره ، وهو صحيح سليم الجوارح سوي الخلقة لا علّة فيه ، ولكنه منع من التكلّم إلا رمزا ، ولا تدلّ الآية الشريفة على أن المانع هو البكم الطارئ عليه أو آفة تمنعه عن ذلك ، كما ذكره جمهور المفسّرين.
بحث فقهي :
تحرير ما في البطن لله تعالى في المقدّسات الدينية ـ أمكنة كانت أم غيرها ـ يتصوّر على وجوه :