بحوث المقام
بحث أدبي :
الضمير في (نوحيه) يرجع إلى (ذلك) في صدر الجملة كما عن المشهور ، ويحتمل أن يعود إلى (الغيب) ليشمل ما قصّه عزوجل سابقا وغيرها من القصص.
وصيغة الاستقبال في (نوحيه) تدلّ على استمرار الوحي وعدم انقطاعه.
وجملة : (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ) قيل : مبتدأ وخبر ، والجملة في موضع نصب بالفعل المضمر دل عليه الكلام ، تقديره : (ينظرون أيهم يكفل مريم).
وقيل : إنّ الجملة من تتمّة الكلام الأول ، ولا حاجة إلى التقدير ، أي : يلقون أقلامهم لأخذ النتيجة ، وهي أيهم يكفل مريم.
وإذ في قوله تعالى : (إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ) عطف بيان على (إذ) المتقدّمة في قوله تعالى : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ) أو بدل ، ولا يضرّ الفصل الطويل ، إذ الجملة جيئت لتثبيت ما ورد فيها ، وقيل بدل من (يختصمون) ، وهو بعيد لاختلاف الزمانين ، فإن الاختصام ـ كما عرفت ـ كان في صغر مريم والبشرى كانت في كبرها.
وعيسى بن مريم بدل من المسيح. وعيسى اسم أعجمي لم ينصرف ، وابن يكتب بدون همزة لوقوعه صفة بين علمين ، لأن القاعدة أنه إذا وقع كذلك تحذف في الخط والكتابة تبعا لحذفها في اللفظ ، لكثرة استعماله كذلك ، ولكن إذا لم يقع بين علمين ، سواء كان أحد الطرفين علما والآخر غير علم ، أو لم يكن كلاهما علما ، ثبتت الهمزة ولم تحذف في جميع الصور ، هذا في غير عيسى بن مريم ، وأما فيه فالهمزة ثابتة في القرآن مطلقا ولعلّه إما لأجل أن خط القرآن لا يقاس عليه ، وأما لتثبيت ابنيّته مهما أمكن.
قوله تعالى : (وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) ، حال من عيسى كما قاله