طائفتين هما الّذين اتبعوا عيسى عليهالسلام ، والثانية هم الّذين كفروا به.
بحث روائي :
في تفسير القمّي : في قوله تعالى : (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) عن الصادق عليهالسلام : «أي لما سمع ورأى أنهم يكفرون. والحواس الخمس التي قدّرها الله في الناس : السمع للصوت ، والبصر للألوان وتمييزها ، والشم لمعرفة الروائح الطيبة والمنتنة ، والذوق للطعوم وتمييزها ، واللمس لمعرفة الحار والبارد واللين والخشن».
أقول : ما ذكره عليهالسلام موافق لما اتفق عليه الفلاسفة الإلهيون والطبيعيون ، وهو عليهالسلام ليس في مقام الحصر ، بل في مقام بيان ما هو الغالب وإلا فقد أثبت العلم الحديث حواس اخرى ليست من المذكورات.
وفي العيون : عن ابن فضال عن أبيه قال : «قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : لم سمّي الحواريون الحواريين؟ قال عليهالسلام : أما عند الناس فإنهم سمّوا حواريون لأنهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتق من الخبز الحوار ، وأما عندنا فسمّي الحواريون الحواريين لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير».
أقول : يمكن فرض الجامع القريب بينهما ، لأن غسل الثوب مستلزم لإزالة وسخه ، والوعظ والتذكير عن إخلاص يستلزمان نظافة النفس وطهارة الروح عن الذنوب.
وفي التوحيد : عن الصادق عليهالسلام : «أنهم كانوا اثني عشر رجلا ، وكان أفضلهم وأعلمهم لوقا».
أقول : وفي تفسير القمّي أيضا كذلك.
وفي تفسير القمّي : عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إن عيسى عليهالسلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه ، فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا ، فأدخلهم بيتا ثم خرج عليه من عين في زاوية البيت ، وهو ينفض