بحوث المقام
بحث أدبي :
تقدّم أن سياق الآية الشريفة يدلّ على أن جملة : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) عطف على لفظ الجلالة ، فتكون جملة : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) في موضع الحال ومحلّه النصب لذلك ، أي : مع كونهم راسخين في العلم قائلين : آمنا به كلّ من عند ربنا ، واستشهدوا لذلك بقول الشاعر :
الريح تبكي شجوة |
|
والبرق يلمع في غمامة |
أي : أن البرق يبكي أيضا لا معا في غمامة ، فان هذا المقال صفة عامة لكل مسلم ، سواء كان راسخا في العلم أم من كان في قلبه مرض ، فهذه الآية تبيّن صفتين للراسخين في العلم ..
أحدهما : جهة رسوخهم في العلم.
ثانيهما : جهة إيمانهم وتسليمهم للكتاب من كلّ جهة ، بخلاف الذين في قلوبهم مرض ، فإنهم يقولون : إن المتشابه والمحكم من عند ربنا ، لكنهم يتّبعون المتشابه ولا يردّونه إلى المحكم ، لأغراضهم الفاسدة.
وقوله تعالى : وما يذكر إلا اولوا الألباب. أصل يذكر يتذكّر ، وفيه الأبدال ، فإن أهل اللغة ذكروا قاعدة وهي : ان تاء الافتعال لو وقعت بعد دال أو ذال أو زاي انقلبت دالا ، نحو : أدان ، واذدكر وازدان. ويجوز في نحو اذدكر قلب الذال دالا أو الدال ذالا ، فتقول : ادكر واذكر.
بحث دلالي :
يستفاد من الآية الشريفة امور :
الأوّل : استعمال لفظ (الام) مضافا في القرآن الكريم وكلمات الفصحاء كثير