جلاله ، وعلم رسوله الأمين صلىاللهعليهوآله ، وعلم من علّمه رسول الله ، وستأتي بقية الكلام في الآيات الآتية إن شاء الله تعالى.
الخامس : إنما كرّر سبحانه وتعالى : (الابتغاء) في الآية الشريفة مع قرب متعلّقهما ، دفعا لتوهّم رجوع التأويل إلى الفتنة.
السادس : إنما أطلق سبحانه وتعالى الفتنة ليشمل كلّ فتنة تقع في الخارج مستندة إلى التمسّك بالآيات المتشابهة ، سواء كانت دنيوية أم اخروية ، نوعية كانت ـ كالفتن التي تهدف الاجتماع وتفسده ـ أم شخصية ، وسواء كانت في العقيدة ، كالبدع ، أم في غيرها ، دائمية كانت أو محدودة.
السابع : اتباع المتشابه لغرض ابتغاء الفتنة ـ كما تقدّم ـ من باب الحكمة ، لا من باب العلّة ، وقد تترتّب على ابتغاء المتشابه أغراض فاسدة اخرى.
الثامن : ابتغاء الفتنة قد يكون عن اختيار والتفات ، وقد يكون مترتبا على إشاعة المتشابه ، ترتب الأثر على المؤثّر ، أي الابتغاء يكون بلا اختيار ولا التفات ، وإن كان الاتباع اختياريا ، وإطلاق الآية المباركة يشمل كلا القسمين.
التاسع : إنما ختم سبحانه وتعالى الآية الشريفة بالثناء على الراسخين بقوله جلّت عظمته : (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) ، للدلالة على أن ذوي العقول الكاملة يتلقّون ممّا وهبهم الله تعالى من علم التأويل في ردّ الآيات المتشابهة إلى المحكمات ، ولكن القشريين يتّبعون المتشابه.
بحث روائي :
في الكافي : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام قال : «إن أناسا تكلّموا في القرآن بغير علم ، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) ، فالمنسوخات من المتشابهات ، والمحكمات من الناسخات».