(الم (١) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (٢) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (٣) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (٤) إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين
هذه السورة تدعو الخلق إلى عبادة الله الواحد الأحد المتفرّد ، المتّصف بصفات الجمال والجلال ، كما تدعو المؤمنين إلى توحيد الصفوف والاتحاد في الكلمة ، وتحرّضهم على الصبر والمصابرة لمواجهة الأخطار وكيد الأعداء بعد انتشار الإسلام وذيوع صيته في الجزيرة والأمم المجاورة لهم ، وتحذّرهم عن الاختلاف والتفرقة ، وتنبئهم عن كيد الأعداء واتحادهم في إطفاء نور الله تعالى بكلّ ما أمكنهم.
وفي هذه السورة بيان لأصول المعارف الإلهيّة ، وما به الاشتراك بين الأديان السماويّة ، وتبيّن كيفيّة المحاجّة مع أهل الكتاب ، وترشدهم إلى قصة المباهلة مع وفد نصارى نجران.