والمراد بالكافر من كان منكرا للألوهية ، أو التوحيد ، أو الرسالة [١] ، أو ضروريا من ضروريات الدين [٢] مع الالتفات الى كونه ضروريا ، بحيث يرجع إنكاره إلى إنكار
______________________________________________________
[١] بلا خلاف ولا إشكال ، فإن الجميع داخل في معاقد الإجماعات ولكون الثاني هو المشرك ، والأول أسوأ منه ، وأكثر أفراد الثالث موضوع نصوص النجاسة.
[٢] بلا خلاف ظاهر فيه ـ في الجملة ـ بل ظاهر جماعة من الأعيان كونه من المسلمات ، وظاهر مفتاح الكرامة حكاية الإجماع عليه في كثير من كتب القدماء والمتأخرين ، بل عن التحرير : « الكافر كل من جحد ما يعلمه من الدين ضرورة ، سواء كانوا حربيين أو أهل كتاب أو مرتدين وكذا النواصب والغلاة والخوارج ».
نعم الإشكال في أنه سبب مستقل للكفر تعبدا ، أو أنه راجع إلى إنكار النبوة في الجملة. ظاهر الأصحاب ـ كما في مفتاح الكرامة ـ الأول ، وتبعه في الجواهر ، لعطفه في كلامهم على من خرج عن الإسلام ، وظاهر العطف المغايرة ولعدم تقييده بالعلم. ولتقييدهم إياه بالضروري ، إذ لو كان راجعا إلى إنكار الرسالة لجرى في كل ما علم أنه من الدين وان لم يكن ضروريا. ولتمثيلهم له بالخوارج والنواصب مع عدم علم أكثرهم بمخالفتهم في ذلك للدين ، بل يعتقدون أنه من الدين ، فيتقربون به إلى الله سبحانه. واستشهد له بجملة من النصوص كمكاتبة عبد الرحيم القصير : « قال (ع) : ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال ، بأن يقول للحلال : هذا حرام ، وللحرام : هذا حلال » (١). ونحوها صحيح الكناني عن أبي
__________________
(١) الوسائل باب : ١٠ من أبواب حد المرتد حديث : ٥٠ ، وباب : ٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٨. لكن مع اختلاف المتن.