قم ٣٦ و٥٣ ب ، سمع الحديث من العامّة ، ولقي وجوههم ، ذكره النجاشيّ وقال : له خمسة كتب موافق الشيعة ، ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءَهُ معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ ، وله (الردّ على المحمّـدية والجعفرية) ومرّ له : (الردّ على الغلاة) ومات ٢٩٩.
ويظهرأنّه كان ممّن سمّاهم المفيد بالمقصّرين ، وهم : المتظاهرون بالتشيّع ، والمتستّرون بعدائهم للغُلاة ، والذين لفّقوا كتاب الضُعفاء لجرح علماء الشيعة ، ونسبوهُ إلى ابن الغضائري. (ذ ٤ : ٢٨٨ ـ ٢٩٠) و (١٠ : ٨٨) كما مرّ في قم ١٦٧١ و١٧٢٨. وقد ينسب إليه فرق الشيعة للنوبختي ، ومرّ تبويب النوادر ذ = ٣ : ٣٢٧» انتهى ما في المطبوع.
إنّ من يقرأ هذا النصّ ، ولم يكن يعرف شخصيّة (سعد بن عبـد الله القمّيّ الأشعريّ) ولا مكانته في الطائفة ، ولا كثرة رواياته وآثاره في التراث الفقهيّ والعقيديّ والحديثيّ عند الشيعة الإمامية ، إنّ من يقرأ هذا النصّ تحصل لديه القناعة التامّة بأنّ كاتب هذا النصّ سيّئ الظنّ بسعد الأشعريّ ، وأنّه يتّهمُهُ بِتُهَم عديدة على أثر أنّه لا يعتقدُ بكونه شيعيّاً واقعاً ، وأنّه يستدلّ بكلماته هذه على ذلك ، وهي :
١ ـ أنّ سعداً سمع الحديث من العامّة ولقي وجوههم.
وهذا ـ وإنْ لم يكنْ لوحده دليلاً على شيء سيّئ ـ إلاّ أنّ ضمّه إلى ما يليه من التهم يُشير إلى فرض كونه من العامّة.
٢ ـ أنّ النجاشيّ قال : لهُ خمسةُ كتب تُوافق الشيعةَ.
وكأنّه يوحي إلى أنّه عامّيّ لكون هذه الخمسة فقط من كتبه تُوافق الشيعة.