١ ـ كاتب الوحي عليهالسلام :
تعلّم أمير المؤمنين عليهالسلام القراءة والكتابة في مكّة ، ولكن المصادر التأريخية لم تذكر لنا طريقة التعلّم ولا أسلوبها. وعلى أيّ تقدير فإنّ الذي يهمّنا من قدرة عليٍّ عليهالسلام على الكتابة والقراءة هو كتابته عليهالسلام للقرآن الكريم وجمعه له في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وحسبما يساعد عليه الدليل فقد ثبت أنّ عليّاً عليهالسلام كان كاتب الوحي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فقد نقل العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) عن بصائر الدرجات : «عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان جبريل يُملي على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يُملي على عليٍّ عليهالسلام ...»(١).
وكتب ابن شهرآشوب في المناقب قائلاً : «أفلا يكون عليٌّ عليهالسلام أعلم الناس وكان مع النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في البيت والمسجد يكتب وحيه ومسائله ويسمع فتاواه ويسأله. وروي أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا نزل عليه الوحي ليلاً لم يصبح حتّى يخبر به عليّاً عليهالسلام وإذا اُنزل عليه نهاراً لم يمس حتّى يُخبر به عليّاً»(٢).
وإلى ذلك أشار ابن عبد ربّه في فصل صناعة الكتاب : «فمن أهل هذه الصناعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه ، وكان مع شرفه ونبله وقرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكتب الوحي»(٣).
والغريب استغرابه بالقول : «وكان مع شرفه ونبله وقرابته من
__________________
(١) بحار الأنوار ـ الطبعة الجديدة ١٨/٢٧٠. نقلها عن بصائر الدرجات عن العبّاس بن معروف عن حمّاد بن عيسى بن ربعي عن زرارة عن أبي جعفرعليهالسلام.
(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٢/باب المسابقة إلى العلم.
(٣) العقد الفريد ٣/٥ فصل صناعة الكتاب.