فيها : (بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ... لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى)(١)»(٢).
وإذا صحّت هذه الرواية فهذا يعني أنّ القرآن كان متداولاً بين المسلمين مستنسخاً على شكل صحف.
وإذا كانت العرب زمن الجاهلية قد اهتمّت بكتابة الشعر ووضعه على جدران الكعبة المشرّفة كالمعلّقات السبعة فهل يصحّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لم يهتمّ بكتابة القرآن الكريم وهو الكتاب السماوي الذي بحفظه مصوناً بين الدفّتين يتمّ حفظ الدين إلى يوم القيامة؟!
وكان عليٌّ عليهالسلام يكتب القرآن على جرائد النخل وأكتاف الإبل والصحف والحرير والقراطيس وما تيسّر من أدوات للكتابة والتصحيف ، وكان (صلى الله عليه وآله وسلم)يأمره بوضع الآيات في مواضعها في القرآن. وبكلمة ، فإنّ نصَّ القرآن وترتيبه كان أمراً توقيفيّاً منه (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر الوحي.
فقد روى العيّاشي (ت ٣٢٠ هـ) ـ وهو من كبار محدّثي الإمامية ـ في تفسيره في ذيل رواية له : «قال علي عليهالسلام : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصاني إذا واريته في حفرته أن لا أخرج من بيتي حتّى أُؤلّف كتاب الله ، فإنّه في جرائد النخل وفي أكتاف الإبل»(٣).
وفي رواية عليّ بن إبراهيم (ت ٣٠٧ هـ) ـ وهو من ثقات المحدّثين ـ عن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام قال : «إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليٍّ عليهالسلام : يا عليّ إنّ القرآن خلف فراشي في الصحف والحرير
__________________
(١) سورة طه ٢٠ : ١ ـ ٨.
(٢) أسد الغابة ٤/٥٤ (ترجمة عمر بن الخطّاب).
(٣) تفسير العيّاشي ٢/٦٦ ضمن الحديث ٧٦.