في جبل ...»(١).
وجاءت الأحداث السياسية التي أعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتبعد أئمّة أهل بيت النبوّة عليهمالسلام عن موقع القيادة الظاهرية للأمّة الإسلامية ، وبذلك انفتح باب الرأي والاستحسان في قضايا فهم القرآن ، وأصبحت المعرفة التفسيرية تتأرجح بين التفسير بالمأثور الصحيح أو التفسير بالرأي والمصالح المرسلة والاستحسان.
والفارقة التأريخية أنّنا قرأنا للتوِّ أنّ عليّاً عليهالسلام كان أفقه الصحابة بالقرآن وأقضاهم ، مع أنّك لو بحثت بإنصاف ما وجدت ممّا رواه عليّ بن طالب عليهالسلامفي كتب الأخبار من مدرسة الحديث إلاّ النادر ، فأين ذهبت أحاديث باب مدينة العلم في الوقت الذي تجد فيه اشخاصاً لم يصحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر أعشار صحبة الإمام عليٍّ عليهالسلام له (صلى الله عليه وآله وسلم)تملأ رواياتهم كتب الصحاح كأبي هريرة وغيره؟!
وفي هذا المقام لابدّ أن نؤكّد على النقاط التالية :
١ ـ إنّ القرآن المجيد الذي نقرأه اليوم هو نفس المصحف الذي أنزله الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتبه أمير المؤمنين عليهالسلام بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمضاه لاحقاً الخليفة الثالث أو الثاني حسب لون الروايات المتداولة في مدرسة الحديث والرأي ، ومن يزعم أنّ عند المدرسة الإمامية قرآناً آخر فهو يخالف من دون أن يشعر أمر الله تعالى الذي وعد بحفظ القرآن الكريم : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(٢).
٢ ـ إنّ القرآن الكريم هو المرجع الأوّل والمصدر الأساس عند الشيعة
__________________
(١) كنـز العمّال ١/٢٢٨.
(٢) سورة الحجر ١٥ : ٩.