والبيان ، والمنطق ، ومن بعد ذلك مراحل البحث المتقدّمة ، ومراتبه العالية في الفقه والأصول وغيرها ، وقرأ على نخبة من أفاضل علماء البحرين ، قال صاحب أعيان الشيعة : «كان شريكاً في البحث مع الشّيخ أحمد بن صالح آل طعّان ، والسيّد ناصر آل أبي شبانة حتّى بلغ درجة سامية في العلم والفضل ..»(١).
وقد وُهِب الشيخ علي قدسسره ـ علاوة على ذلك ـ خصائص ومؤهّلات علميّة جعلته مميّزاً في ميادين المعرفة ، وبارعاً في مجالات الفنون والأدب ، حاذقاً فيها ، غير مقتصر على فنّ دون آخر ، بل أخذ يغرف من روافد المعرفة ما استطابت به نفسه ، يقول البلادي عنه في أنوار البدرين : «سمعت مستفيضاً أنّ له قدسسره حافظة عظيمة في التّواريخ والحديث والسير والأدب وأشعار العرب وله أشعار رائقة جيّدة بليغة ، قرأ عند والده الشيخ عبـد الله بن الشيخ علي (المتقدّم ذكره) .. وقراءته بالنسبة إلى علمه وتحصيله قليل يسير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل الكبير ، وسمعت شيخنا العلاّمة الصّالح يذكر أنّ قراءته على أبيه قليلة جدّاً ، ولكنّه ذو حافظة وذكاء مفرط ...»(٢).
تنقّلاته :
وفي تنقّلاته تذكر المصادر أنّه هاجر قدسسره في حياة والده من البحرين إلى عمان وسكن مدينة (مطرح) إحدى المدن العُمانية المطلّة على الخليج ، واستقرّ فيها ، فتصدّر كرسيّ الفتوى والإمامة ، وسائر الأمور الدينيّة ، فكان
__________________
(١) مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.
(٢) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٦.