مرجع التقليد في تلك النواحي(١) ، وهدى الله به أهل تلك الدّيار ، وأخرجهم من الضّلال ، ولاسيّما الطّائفة المعروفة بـ : (الحيدرآبادية) ، فكانوا ببركته ذوي معرفة ودين ، وثبات ويقين ، بعد أن كانوا أصحاب جهل وتهاون بالدين ، وأقام بها مدّة مديدة في غاية الإعزاز والإكرام ، مشتغلاً بالتصنيف والعبادة والمطالعة والتأليف والتّدريس ، متصدّياً لأجوبة المسائل وإيضاح الدلائل ، ثمّ بعد ذلك حدثت قضية أوجبت خروجه منها ، وسكن بلدة (لنجة) من توابع إيران على الخليج ، إلى أن أدركه الأجل المحتوم ؛ بسبب مـن أيد آثمة قاتلة دسّت له السمّ ؛ فقضى نحبه مظلوماً ، شهيداً ، صابراً ، محتسباً(٢).
مكانته وأقوال العلماء فِيه :
حفل ذكر الشيخ ومكانته العلمية بالتبجيل والتّعظيم والمدح وثناء العلماء وتقديرهم ، فكلّ من ذكره من علماء التّراجم أشار إلى مكانته المميّزة ، وثقافته الواسعة ، وعلمه الغزير ، وتحقيقه النافع ، وجهاده الطويل.
فقد قال عنه البلادي ، هو : «العالم العامل ، والمجتهد الكامل ، المحقّق المجاهد لأعداء الدين ، والمرابط في سبيل الله في الثغر الذي يلي إبليس الغوي اللعين .. كان رحمه الله تعالى من العلماء الأعلام ، والفقهاء الكرام والنقّاد الكـرام العظام ومن رؤساء أهل النقض والإبرام والاجتهاد التامّ ، ومن نظر إلى مصنّفاته وتحقيقاته عرف صدق ما قلناه وحقيقة ما
__________________
(١) ينظر : مستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٥.
(٢) ينظر : أنوار البدرين : ٢٠٥ ، ومستدركات أعيان الشيعة ٦/١٨٦.