اتّباع جميع أحكام الدّين
الإسلام وأحكامه دين الله وشرعه الذي لا يتجزّأ ولا يختلط بغيره ، فهو بمثابة المظلة الواقية من الضلال والانحراف والشّر والسوء ، والعاصم من كل أذى وضرر ، فمن كان مسلما بحق اتّبع جميع أحكام الدين ، والتزم كل ما شرعه القرآن الكريم ، فأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه.
لذا أمر الله المسلمين وغيرهم أن يستسلموا لله تعالى ويطيعوه في الظاهر والباطن ، وأن يدخلوا في الإسلام كله ، ولا يخلطوا به غيره. قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ (١) آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ (٢) كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨)) [البقرة : ٢ / ٢٠٨].
والمراد بالسّلم في الآية : الإسلام ، فعلى من آمن بالإسلام دينا العمل بجميع فروعه وأحكامه ، فلا يؤمن من يعمل ببعض أحكامه كالصلاة والصيام مثلا ، ويترك بعض الأحكام الأخرى كالزكاة والجهاد والحكم بكتاب الله وحدوده ، وترك الحرام كله ومنع الخمر والرّبا والزّنا والرشوة والظلم. قال ابن عباس : نزلت هذه في عبد الله بن سلام وأصحابه ، وذلك أنهم حين آمنوا بالنّبي صلىاللهعليهوسلم ، آمنوا بشرائعه وشرائع موسى ، فعظّموا السبت ، وكرهوا لحوم الإبل (الجمال) وألبانها بعد ما أسلموا ، فأنكر ذلك عليهم المسلمون ، فقالوا : إنا نقوى على هذا وهذا ، وقالوا للنّبي صلىاللهعليهوسلم : إن التوراة كتاب الله ، فدعنا فلنعمل بها ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ..).
ثم هدّد الله تعالى في الآيات التالية بالانتقام من المائلين عن الحق ، المبتعدين عن
__________________
(١) الإسلام وشرائعه كلها.
(٢) طرقه وآثاره.