حقها ، أو عفا وليها الذي بيده عقدة النكاح عن هذا الواجب ، والعفو أقرب للتقوى ، وعلى الرجل والمرأة إحسان المعاملة ، وهما مندوبان إلى المجاملة ، فلا ينسى الناس الفضل بينهم بالإحسان والعفو ، قال مجاهد : الفضل إتمام الزوج الصداق كله ، أو ترك المرأة النصف الذي لها ، والله بصير بأعمال العباد ، فيجازي كلا على حسب نيته وعمله ، قال الله تعالى : (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢٣٧)) [البقرة : ٢ / ٢٣٧].
الحفاظ على الصلاة
والإيصاء بالعدة والأمر بمتعة الطلاق
الصلاة عماد الدين ، وأساس العمل الصالح ، فهي أول عمل يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، وهي الركن العملي الذي يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات ، لما لها من الأثر الفعال في تطهير النفس ، وغسل الخطايا ، فهي كالنهر أو البئر الذي يغتسل به الإنسان خمس مرات في اليوم والليلة ، فلا يبقى عليه شيء من الدرن أو الوسخ.
والصلاة صلة بين العبد وربه ، وسبب للفوز برضا الله تعالى ، وطريق لتفريج الكروب والهموم ، فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
والصلاة تهذّب النفس ، وتعلّم الأخلاق ، وتنهى عن الفحشاء والمنكر ، وتقوّم الاعوجاج والانحراف ، وتذكّر بالواجبات ، وتؤدي إلى راحة النفس والفكر ، من الهموم والقلاقل والاضطرابات ، وتزرع في النفس الطمأنينة ، وتحقق السعادة ، وتملأ القلب خشية لله تعالى.