كهيئة سائر الطيور ، بإرادة الله ، فالخلق الحقيقي من الله ، وأبرئ الأكمه : الذي ولد أعمى ، والأبرص الذي به البرص : وهو بياض يظهر في الجلد منفّر ، وخصّ هذان المرضان ، لاستحالة الشفاء منهما في العادة الغالبة ، وأحيي الموتى ، وكل ذلك بإرادة الله تعالى ، وأخبركم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم من الحبوب وغيرها ، مما لا يطلع عليه الناس عادة ، إن في جميع ما ذكر دليلا قاطعا ، وحجة ظاهرة على صدق رسالتي ، إن كنتم مصدقين بالرسالات الإلهية.
وجئتكم مصدقا لما سبقني من التوراة ، عاملا بها ، مخففا بعض أحكامها ، أحل من الطيبات بعض ما حرم عليكم في التوراة ، كلحوم كل ذي ظفر كالأوز والإبل ، وشحوم الأنعام ، وجئتكم بحجة شاهدة على صدقي من الله ، فخافوا عذابه ، وأطيعوني فيما دعوتكم إليه ، وتابعوني في ديني ودعوتي لتوحيد الله. إن الله ربي وربكم ، لا إله غيره ولا رب سواه ، وأنا عبده ، فاعبدوه وحده لا شريك له ، هذا هو الطريق القويم الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
عيسى عليهالسلام مع قومه
دعا عيسى عليهالسلام قومه الإسرائيليين إلى عبادة الله وحده ، فآمن به بعضهم ، وأعرض آخرون ، وتلقى منهم الأذى والتهديد بالقتل ، فأنجاه الله ، وجوزي المؤمنون بمرضاة الله ، وأنذر الله الكافرين بعذاب شديد ، ورد على من زعم ألوهية عيسى ، فليس مثله إلا مثل آدم ، وجد بكلمة الله التكوينية ، ودعي الخصوم إلى المباهلة (الدعاء باللعنة على الكاذبين) وذلك في الآيات التالية :
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ (١)
__________________
(١) أنصار عيسى وخلصاؤه.