الله ، وما أعده للظالمين والعاصين ، فيرجعون ويتوبون إلى الله ، ويندمون على ما فعلوا ، وينصرفون عن مهاوي الشيطان ، ويعملون بأخلاق الرحمن. أولئك الموصوفون بما ذكرهم : أهل الكمال والتوفيق الإلهي ، وجزاؤهم مغفرة من الله ورضوان من ربهم ، وجنات تجري من تحتها الأنهار ماكثين فيها أبدا ، ولهم نعيم مقيم دائم ، ونعم ثواب العاملين المخلصين.
والخلاصة : قد يتحقق النصر للفئة الضالة المنحرفة امتحانا لأهل الإيمان ، وليكون ذلك النصر باعثا المؤمنين على إعادة الحساب وتصحيح الأخطاء ، والتفكير الجادّ في إعادة البناء ، وسد الثغرات وإزالة عوامل الضعف ، والانهزام ، وإيجاد جيل قوي وادع يدرك الأخطار ، ويلتزم بقانون النصر والغلبة الإلهية القائم على الحق والعدل ، وتحقيق التمكين في الأرض لأهل الصلاح المتوحدين المتضامنين ، قال الله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ (١٠٥)) [الأنبياء : ٢١ / ١٠٥].
اتخاذ الأسباب لتحقيق العاقبة الطيبة
يقرر القرآن الكريم قاعدة ثابتة دائمة في الحياة ، وهي أن مشيئة الله تسير على نظم ثابتة ، ربطت فيها الأسباب بالمسببّات والنتائج ، مع أن الله قادر على كل شيء ، ففي الحرب أو السلم ، أو الزرع أو التجارة أو التخطيط أو الدراسة العلمية مثلا إذا سار فيها الإنسان على الطرق السليمة ، نجح ، وإن كان شريرا مجوسيا ، وإن خرج الإنسان عن المعقول والمألوف ، واتبع طريقا غير معقولة ، أو تكاسل وأهمل ، كان من الخاسرين ، ولو كان شريفا حسيبا ، أو رجلا عظيما.
وأحق الناس بالتزام المعقول ، والاستفادة من هدي القرآن ، هم المؤمنون. قال